كاب24 تيفي-نجوى البقالي:
من التقاليد المتعارف عليها في البيت الأبيض عند تسليم السلط، هو ترك الرئيس المنتهية ولايته رسالة لخلفه .
وبدأ هذا التقليد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان عام 1989، عندما سلم البيت الأبيض إلى نائبه وخلفه جورج بوش الأب، وكتب فيها: “أتمنى لك كل التوفيق. ستكون في صلواتي”.
وعادة ما يظل فحوى هذه الرسالة سريا بين الرئيسين إلى أن يكشف عنها أحدهما، كما فعل بيل كلينتون برسالة جورج بوش الأب.
وكتب بوش إلى كلينتون: “أتمنى لك سعادة كبيرة هنا، ستكون هناك أوقات صعبة للغاية، وستزداد صعوبة بسبب النقد الذي قد لا تعتقد أنه عادل”.
وتابع: “أنا لست شخصا جيدا جدا لتقديم المشورة، لكن لا تدع الانتقادات تحبطك. ستكون رئيسنا عندما تقرأ هذه الرسالة. أتمنى لك ولعائلتك التوفيق”.
ويقول المؤرخ السياسي دوغ ويد: “لم أعمل مع الرئيس ترامب، لكنني حاورته من أجل كتابه كما حاورت 6 رؤساء سابقين. لم أتوقع أن نصل إلى ما نحن عليه اليوم”.
وأضاف: “لكن ماذا تتوقعون من رئيس صوت له 74 مليونا ولم يفز؟ أن يترك للرئيس عبارات جميلة ويقول له اهتم بالبيت الأبيض؟”.
ترامب وكسر القواعد
من المعروف أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، لم يهنئ منافسه الديمقراطي جو بايدن، بعد فوزه في الإنتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، كما جرت العادة في الولايات المتحدة وكانت هذه الخطوة من بين القواعد التي كسرها ترامب لتبدأ بعدها سلسلة من عدم إحترام القواعد التي رسمها رؤساء سابقين .
لكن المريب هو أنه منذ فوز جو بايدن بالإنتخابات، لم يحدث أي تواصل بين الرجلين، سواء على الهاتف أو وجها لوجه، رغم أن المرحلة الإنتقالية تتطلب ذلك حتى يكون الرئيس المنتخب على دراية كاملة بشؤون البلاد عند تولي السلطة.
وظلت الوسيلة الوحيدة المحتملة لتواصل الرجلين “الرسالة السرية”، التي يفترض أن يتركها الرئيس المنتهية ولايته لخلفه، وتتضمن معلومات بشأن العديد من الملفات المحلية والدولية، ويعطيه خلالها بعض النصائح التي قد تفيده في السنوات الأربع التي تنتظره.